الخلط بين الرومانسية.. والجنس يشوه العلاقة الزوجيـة..!!
لا شك ان الخلط بين الرومانسية والجنس يجعل الأزواج والزوجات يقعون في خطأ كبير، تنعكس آثاره على العلاقة الزوجية،فتسبب تشويهاً للكثير من المفاهيم وإساءة إليها وذلك لأن العلاقة الزوجية، وإن كانت تقوم أساساً على الحب والتعاطف وتلاقي إرادتين حرتين لإنشاء الحياة الزوجية والإنجاب، فإن عقد الزواج ليس ترنيمة خيالية بل هو تشريع حكيم وفيه حقوق وواجبات ومسؤوليات وفيه تكوين للأسرة وإغناء للمجتمع.
ومع أن الرومانسية والممارسة الجنسية الزوجية على صلة وثيقة، فإن كلاً منهما مستقل عن الآخر، ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر دائماً وحتماً، فالرومانسية أسلوب حياة وطريقة تفكير تتسم بالإبداع وعشق الجمال والقيم المثالية.ولا يبتعد الحب الزوجي الراقي كثيراً عن هذه السمات، حيث إن الزواج هو التحقق الفعلي السامي للحب بين الرجل والمرأة، وهذا ما يؤكده قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: لم أر للمتحابين مثل الزواج.
والزواج ليس ممارسة الجنس فحسب، وإن كان الجنس يمثل جانباً كبيراً وهاماً منه، وإنما تبقى الحياة الزوجية أوسع مدى وواجبات ومسؤوليات ومشاعر من مجرد الممارسة الجنسية.
كما ان الحياة الجنسية الزوجية ليست مقتصرة على الجماع، بل هي تشمل كل المظاهر والأفعال الحبية التي تعبر عن عمق العلاقة بين الزوجين وتلاقي العواطف والقلوب والعيون والرغبات في انسجام واتساق دون تصادم أو إلغاء للآخر أو تجاهل له.وعليه، فإن الحب الجنسي الزوجي الرومانسي هو حالة دائمة لدى كل من الزوجين وممارسة يومية سواء أكان في هدف أحدهما أو كليهما ممارسة الجنس أم لا.
وإذا كان هدف الزوج من تصرف رومانسي معين مع زوجته (كتقديم الزهور أو العطور أو هدية أخرى محببة للزوجة) هو ممارسة الجنس في ذلك اليوم او الليلة، فإن تصرفه هذا لا يبقى رومانسياً على الإطلاق، وهذا لا يعني أبداً عدم التمهيد للفعل الجنسي وتقديم ما يدل على الحب قبله، فإن هذا أمر مطلوب شرعاً، ولكن لا يجوز أن تقدم المحبة والهدايا أو الكلمات والغزل، كرشوة للزوجة لممارسة الجنس أو في مقابل ممارسة الجنس.
والأمر الهام الذي على الأزواج أن يعرفوه عن ظهر قلب هو، أن أكثر ما تحبه المرأة من زوجها أن يعاملها بحب وحنان واحترام وان يتودد إليها ويقدرها لذاتها وفي معزل عن أهوائه الجنسية اللحظية.
إذ ان الرجل الذي لا يتودد لزوجته إلا عندما يريد ممارسة الجنس معها يضيع أجمل ما في الحياة الزوجية الذي هوالمودة والرحمة الدائمة، ليجعلها لحظات قليلة خالية من الإخلاص الحبي وهي لا تخدع الزوجة ذات الحس المرهف والذوق السليم، بل إن تلك المعاملة "الوصولية" تسبب لها انزعاجا كبيرا حيث تشعر بأنها تستغل بطريقة فجة فعلاً.
وينصح الزوج بأن يقدم لزوجته الزهور التي تحبها أو الهدايا التي تعجبها في أوقات مختلفة، ولا سيما في مناسبات اجتماعية محببة لكليهما كالولادة (مثلا) وبعد العودة من السفر وفي عيد ميلادها والأعياد الدينية وغيرها من المناسبات ، دون أن يجعل من ذلك ما يشبه الإيحاء الشرطي للممارسة الجنسية.
وعلى الزوج ايضاً أن يجعل من المودة والرحمة التي جعلها القرآن الكريم عماد الحياة الزوجية حالة دائمة في معاملته لزوجته، وأن يحقق مقتضياتها ومتطلباتها من الحب والحنان والعطف والمغازلة الرقيقة في كل الأوقات، ومن ثمة يأتي بعد ذلك التواصل الجنسي تعبيراً رائعاً عن حالة الحب الدائمة بين الزوجين..