انتقادات للباحثين عن معجبي «الفيس بوك»... و«شعبيون» يصفونها بـ «الطبيعية»
السبت, 23 يناير 2010
صفحات «الفيس بوك» أصبحت ملاذاً للشعراء والشاعرات لتكوين معجبين ومعجبات.
الرياض - فهد الزغيبي
صفحات «الفيس بوك» أصبحت ملاذاً للشعراء والشاعرات لتكوين معجبين ومعجبات.
ميادة زعزوع لا تعتبرها «تطفلاً»... وأصيلة «غير مهتمة»
بعد ثورة الاتصالات أصبح المجال للتواصل متاحاً بشكل أكبر وأكثر انتشاراً، وهو ما حدا بالشعراء إلى الخروج من عباءات ومقصات الرقيب، فبدأوا بالتوجه إلى المنتديات الأدبية، لأن الرقابة عليها أقل، خلافاً لما كان الأمر عليه سابقاً، إذ كانت المطبوعات وسيلتهم الوحيدة للانتشار وصناديق البريد هي جهة الاتصال الوحيدة بينهم وبين جمهورهم.
ونظراً إلى رفض الشعراء للقيود التي تفرض على نتاجهم حتى في المنتديات، ظلوا يتطلعون إلى فضاء لا يحكمه سوى الرقيب الذاتي؛ وبذلك كان التوجه إلى صفحات الفيس بوك، التي تمتعوا فيها بأكبر قدر ممكن من الحرية.
وبما أن للموقع المذكور مزاياه وخصائصه المختلفة عن أي مواقع «نتيّة» أخرى، فإن بعض الأسئلة تثور عن صدقية الدافع الحقيقي وراء تصرفات بعض الشعراء عبر الفيس بوك، هل تدخل ضمن مفهوم التواصل أم أنها مجرد «برستيج» ممجوج؟! وفي ما يتعلق برسائل «الاستجداء» التي يطلبون فيها الحصول على معجبين، هل يشي ذلك بأن ثمة فعلاً شعراء مرضى نفسيين يستعطفون الإعجاب، عندما يرسل أحدهم إليك رسالة يطلب فيها أن تكون من «معجبيه»؟
يؤكد الشاعر صالح الشادي أن «الفيس بوك وجد من أجل ربط الأصدقاء والأقرباء في كل محل من العالم وهو ليس حكراً على فئة بعينها، ولا شك في أن الشعراء كغيرهم لهم من الأهل والصحبة الكثير»، مضيفاً أنه «لا مانع من ان يكون الفيس نافذة من نوافذ التواصل، أما إرسال «كن معجباً» فهي إحدى خاصيات التعريف والتواصل أوجدها القائمون على الفيس، ومع أني لا أفهم المغزى منها لكنها فكرة جميلة على أية حال»، مشيراً إلى أن «مسألة المشاركة في الفيس بوك أو في المنتديات تعطي مفهوماً واحداً هو التواصل، لكن لكل موقع خصائصه ومزاياه التي تلبي طلبات ورغبات المستخدم أياً كان».
من جهته، يعترض الشاعر الكويتي خالد المحسن واصفاً من يــــرسل «كن معجبا» للآخرين بأنه «مــــريض نفسي ويعانى من انفصام بالشخصية»، منبهاً إلى أن «الفرق بين الفيس بوك والمنتديات أن الفيس بوك يحتوي على الخبر والصورة وكل ما يخصك شخصياً وأنت من يشرف على كل شيء، أما المنتديات فهي تخضع لإشراف المشرفين».
الأمر ذاته يؤيده الشاعر عبدالرحمن الرويس وإن بلهجة مغايرة، حيث يصف خاصية «كن معجباً» بأنها «لا فائدة منها، لأن الإعجاب لا يحتاج إلى طلب».
فيما يخالف الشاعر احمد الشراري هذه المقولة منحازا إلى أن «التعبير عن الإعجاب في المادة المطروحة من خلال الفيس بوك أمر طبيعي»، ويتخذ مشرف أحد المنتديات الأدبية الشاعر فهد المهوس موقفاً مدافعاً عن البحث عـــن المعجبين، واصفاً «الفيس بوك» بــــأنها «وسيلة تواصل مثل المنتديات الأدبية، لأنه يسمح بالوصول لشرائح عدة من الجمهور، إضافة إلى رواد الأدب فقط».
وينفي المهوس أن يكون دخـــول الشعراء الشعبيين إليها «برستيجاً»، معللاً ذلك بأن «هنالــك أمــوراً كثيرة يمكن إدراجها في قائمة البرستيج»، موضحاً أن إرسال عبارة «كــــن معجباً» «يمكن وصفها بالأمر الطبيعي، الذي يغلب عليه أن الشخص يرغب في إيجاد من يتابعه ويميل إليه».