المقاعد الساخنة والكومبيوترات المحمولة.. هل تؤثر على الحيوانات المنوية؟
ارتفاع درجة حرارة الصفن يقود إلى تباطؤ إنتاجها
كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): « الشرق الأوسط»*
ربما يتساءل كل رجل استخدم أداة رياضية حافظة للخصيتين (وهي مشد مطاطي مرن يرتديه الذكور من الرياضيين أو ذوي الأعمال المجهدة - المحرر): لماذا وضعت هاتان «الجوهرتان العائليتان» معلقتين في مثل وضعيتهما هذه التي تتهددها الظروف، ولمَ لمْ توضعا داخل جوف الرجل الواقي لهما، كما هي الحال بالنسبة للمبيضين، العضوين المقابلين لدى النساء؟
* موضع متميز
* في الحقيقة، الخصيتان تتخذان موقعهما في عمق الجزء الخلفي من منطقة وسط البطن خلال مرحلة نشوء الجنين. ولكن، وعندما يكون الحمل في أسبوعه الـ17، تبدأ الخصيتان في النزول عبر تلك المنطقة. ثم تصلان إلى منطقة ما بين الفخذين خلال فترة 5 إلى 10 أسابيع لاحقة. ثم، وبوصول الحمل إلى أسبوعه الـ30، تنفذان نحو الصفن، وهو وعاء الخصيتين.
وهناك تفسير بسيط لهذا الموضع، وهو درجة الحرارة؛ إذ، ومهما كانت درجة الحرارة لدى شخص ما، عالية كانت أو منخفضة، فإن درجة حرارة الصفن تقل في المتوسط بمقدار 5 درجات فهرنهايت (2.8 درجة مئوية) عن حرارة الجسم الداخلية. ودرجة الحرارة المتدنية هذه في الصفن حيوية لإنتاج الحيوانات المنوية (الحيامن).
وهكذا، وعندما تتوافر الظروف المناسبة، فإن خصيتي رجل شاب تنتجان 1000 حيوان منوي (حيمن) في الثانية. إلا أن ارتفاع درجة حرارة الصفن يقود إلى تباطؤ إنتاج الحيامن، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى الإخلال بخصوبة الرجل.
* الجلوس الطويل
* كثير من الرجال والنساء لديهم من الأسباب ما يكفيهم للقيام بالحركة الدائمة. إلا أن مرحلة العمر التناسلية للرجال دافع مهم لهم للامتناع عن الجلوس الطويل.
ويزيد الجلوس لفترة ساعتين من درجة حرارة الصفن بمقدار 4 درجات فهرنهايت (2.2 درجة مئوية). ولكن هذا التأثير مؤقت. إلا أن الرجال الذين يقضون في المتوسط ثلاث ساعات من الجلوس يوميا خلف مقود سياراتهم، يعانون صعوبة أكثر في إنجاب الأطفال من نظرائهم الذين يقضون أوقاتا أقل في سياراتهم.
* المقاعد الساخنة
* المقاعد الساخنة في السيارة ربما تجلب الشعور بالراحة أثناء فترات الشتاء الباردة، إلا أنها تزيد من صب الزيت على النار التي تسخن الصفن! وللتأكد من ذلك، أجرى باحثون ألمان دراسة على 30 من المتطوعين الأصحاء بين أعمار 20 و53 سنة، ارتدوا أثناء التجارب سروالا داخليا قصيرا عاديا في طوله، وقميصا، وبنطالا. وقضى كل متطوع فترة 90 دقيقة وهو جالس على مقعد في سيارة. وكان الباحثون يقيسون درجة حرارة الصفن، كل دقيقة، لكل منهم لدى جلوسهم على مقاعد ساخنة، أو غير ساخنة.
وأظهرت النتائج أن درجة حرارة الصفن ارتفعت حتى لدى المتطوعين الذي جلسوا على مقاعد غير ساخنة. إلا أن مقاعد السيارة الساخنة زادت درجة حرارة الصفن بمقدار إضافي بلغ درجة واحدة فهرنهايت (0.55 درجة مئوية)، وذلك على الرغم من عدم ارتفاع درجة حرارة جسم المتطوعين الداخلية.
* الكومبيوترات المحمولة
* الكومبيوترات المحمولة (أو الحضنية) أدوات مرغوبة، أي «ساخنة»! وهي ساخنة إلى حد أن درجة حرارتها الداخلية تصل إلى 158 درجة فهرنهايت (70 درجة مئوية). وغالبية الناس يضعون كومبيوتراتهم المحمولة، إما على المكتب وإما على الطاولة. ولكن ماذا يحدث إن وضعت هذه الكومبيوترات كما يشير اسمها، في أحضانهم؟ وقد أجاب علماء أميركيون عن هذا السؤال عندما طلبوا من 29 متطوعا من الأصحاء، تراوحت أعمارهم بين 21 و35 سنة، قضاء فترة 60 دقيقة، أن يجلس قسم منهم واضعين كمبيوترات محمولة في حالة عمل على أفخاذهم، بينما يجلس القسم الآخر من دون وضع الجهاز على أفخاذهم.
في التجربة ازدادت سخونة السطح الأسفل للكومبيوتر المحمول إلى درجة حرارة بلغت 104 فهرنهايت تقريبا (40 درجة مئوية) في نهاية فترة ساعة من الزمن، وبالتأكيد، ارتفعت درجة حرارة الصفن لدى المتطوعين الجالسين مع الكومبيوترات المحمولة العاملة، بمقدار درجة واحدة فهرنهايت (0.55 درجة مئوية).
لقد أظهرت هاتان الدراستان أن الحرارة الخارجية التي تولدها الأجهزة الكهربائية - التي نتعامل معها من دون أي إدراك لمخاطرها - بمقدورها توليد زيادة ملموسة في درجة حرارة الصفن. كما أنهما تذكراننا بأن الجلوس لساعة أو أكثر من دون أي حركة، يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الصفن، ولو بمقدار أقل.
إلا أن هاتين الدراستين القصيرتين لم تقيما عدد الحيامن، وجودة السائل المنوي، أو الخصوبة. ولكن أبحاثا أخرى تفترض أن تسخين الصفن قد يؤدي إلى عواقب سيئة للخصوبة. ولذا فإن على الرجال الذين يعانون من مشكلات الخصوبة التفكير بحكمة، وتجنب الظروف التي تؤدي إلى زيادة درجة حرارة الصفن لديهم.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل».
خدمات «تريبيون ميديا».