Ŝąйγộűяΐṱά المدير
عدد المساهمات : 167 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/12/2009
| موضوع: رجل دميم في حجرات النساء الثلاثاء يناير 26, 2010 2:02 pm | |
| فى مدينة الصمت التى يسودها الظلم والقسوة كانت اولى صرخاته صبى ولد ليكون فيما بعد ( الاخرق ) كما اصطلح على تسميته الناس كان ولدا دميما ينفر الناس منه ولا يريد احد من الاولاد اللعب معه ولد لاب يعمل بتجارة الخضار والفاكهة وام تعمل فى البيوت خادمة كانوا يتقاسمون لقمة العيش بينهم وبين ابنائهم الثمانية واخرهم الاخرق شب على الفقر والذل واحتقار الناس كان كل يوم يكبر فيه تكبر معه الكراهية والحقد على كل البشر كبر واصبح رجلا وكما كان الحال فى صغره كان كذلك فى شبابه الكل ينفر منه .. الكل لا يرغبه لم يكن غبيا بالعكس كان ذكيا جدا بل كان حاد الذكاء ولكن كلما نفر الناس منه كبرت تلك الكرة فى داخله وتدحرجت فى كل دواخيل نفسه حتى امتلأ بها كل جزء فيه انها الكراهية والحقد خاصة بعد ان شب وكبرت معه دمامته كان شابا شكله مثيرا لتأفف الكثيرين وفى بعض الاحيان مثيرا لضحك وسخرية الكثيرين كان ظهره معوجا وانفه كبيرة واذا ضحك كانت ضحكته كصوت الغول اسمر اللون فى عينيه حول يتثأثأ فى الكلام كبر الاخرق ووصل لمرحلة يريدها كل الرجال وهى ان يحب وان تحبه النساء ولانه وبطبيعة الحال لم يجد منهن الا النفور بسبب شكله اولا وبسبب فقره ونسبه الذى لا يعود الى النبلاء او المعروفين فى البلدة .............. لانه لم يجدالا النفور توقد ذهنه الحاد الذكاء عن حيلة ينتقم بها من كل الناس فى صورة كل النساء فكر طويلا وارتأى ان الوسيلة الوحيدة لتنفيذ رغباته الدنيئة النابعة من نفسه الحاقدة ان يقوم بعمل ثقوب فى كل حائط لكل مسكن من مساكن الجيران ليتجسس من خلالها على البيوت الآمنة وكان يركز جدا على حجرات النوم والحمامات وكان فى غفلة من الجميع يتجسس على الجميع وفى يوم من الايام وهو يمارس هواية نفسه الدنيئة فى ثقب البيوت للتجسس على اهلها اكتشف ان له قلب يمكنه ان ينبض بغير الكراهية وانما بشعور لاول مرة يعرفه فى حياته لم يستطع تسميته لانه لم يمر به قبلا لم يتعرف عليه ابدا فى حياته لانه وببساطة لم يجد من تعلمه اياه من النساء حدث مالم يكن فى حسبانه عندما بدأ فى التجسس على ذلك البيت ورأى تلك الفتاة انها فتاة عادية بالنسبة لكل الناس وحتى بالنسبة لنفسها بها مسحة معقولة من الجمال وذات حشمة ووقار فى مشيتها وكلامها ............... مع تجسسه عليها ارتبط بها ارتباطا كبيرا شعر انها هى وهى فقط من لا يجب له ان ينتقم من الناس فيها وانها هى فقط من يجب ان يحافظ عليها وعلى عوراتها ولا يتطلع اليها من خلال ثقب الجدار ...... كان يرغبها جدا ولكن ليس كرغبته فى باقى النساء وانما رغبة خاصة ملؤها الاحترام .. ولكنه فى نفس الوقت كان يعيش صراعا مع نفسه فى بعض الاحيان نفسه التى اعتادت الكراهية كانت تضربه باسواط العتاب كانت نفسه المريضة تحارب ذلك الاحساس النبيل الوليد فى داخله كان الجزء المريض فيه يجدد عليه سؤالا مريرا يتكرر فى نفسه... لماذا احافظ عليها وانا للكراهية عنوان لماذا لا اهتك عرضها كما اعتدت ان اهتك الاعراض التى هتكتنى انا واهلى ظلما واذلالا طوال العمر ولماذا هى تختلف عن كل النساء وهى من نفس ذلك الحى البغيض الذى لم يرحم امى يوما ولم يرحم ابى ابدا ولم يرحمنى انا فى اى يوم من الايام ولكنه سرعان ما كان يعود اليه هذا الشعور النابض بالاحساس الغريب كان يشعر بمجرد ان تأتى صورتها وترتسم فى خياله بالنعومة وبالرقة وبالهدوء الكامل كانت نفسه تهدأ كثيرا كلما تذكرها او تذكر صوتها وكلامها .. اى شىء فيها استمر على هذا الحال اشهر لم يكن يتذوق فيها طعم النوم وانقطع تماما عن ملاحقة النساء من خلال الثقوب فى الجدران التى صنعها بنفسه ليمارس هوايته الدنيئة فجاة انصب كل اهتمامه على كيف يقول لهذه البنت مافى قلبه ... كان خائفا جدا من ان ترفضه او تعامله بسخرية كما اعتاد ان يعامله الناس كان يشعر ... انها هى بالذات لو فعلت ذلك لمات فيه كل شىء .. كل شىء وفى يوم من الايام قرر ان يستسلم لخوفه ..بل .. قرر ان ينسى البنت او يتناساها بل وان يثبت لنفسه انها مثل غيرها فقرر العودة لسيرته الاولى وقرر ان تكون هى مثل غيرها يلاحقها بالتجسس من خلال الثقب الذى صنعه فى جدار بيتها وفى لحظة محاولته تنفيذه لقراره وفى لحظة تجسسه على البنت التى احبها من خلال ثقب الجدار رآها تتأوه بشدة تتالم جدا وتعض وسادتها انتفض قلبه لمجرد ان راى ذلك .. وفجأة زال عنه او نسى كل خوفه وذهب مسرعا نحو باب منزلها واخذ يطرق الباب بحماس وقوة وكلما سمعها تتألم ازداد طرقه على الباب عنفا حتى انه كسر الباب بدون ان يدرى بنفسه ..... دخل البيت واسرع تجاهها وسألها ماذا بها وماذا يستطيع ان يفعل لمساعدتها نظرت الفتاة اليه وسألته : أأنت باتريك اجابها بسرعة : نعم انا با ...توقف فجأة عن تكملة الاجابة .. انها المرة الاولى فى حياته التى يناديه فيها احد باسمه الذى ولد به فقد اعتاد منذ الصغر ان يناديه كل الناس حتى اخوته بالاخرق انتبه للبنت ثانية وسألها ماذا يحدث لك وماذا استطيع ان افعل لاجلك اجابته الفتاة بان الاوان قد فات كثيرا على المساعدة لانها تحتضر انهمرت دموع باتريك بشكل عفوى وصرخ فيها الا تقول له ذلك ابدا اخبرته انها فى طريقها الى الموت ولكنها قبل ان تموت كانت تريد اخباره بامر سألها : وماهو قالت له : منذ كنا اطفالا كنت احبك وكنت اكره جدا سخرية الاولاد والناس منك واننى حاولت كثيرا ان اخبرك لكننى كنت خائفة جدا الا اجد قبولا لديك او ان تقهمنى بشكل خاطئ وتعتبر كلامى انه شفقة عليك ولكنى لم اكن كذلك ابدا ذهل باتريك جدا وشعر للحظة بدوار ثم عاد وحاول ان يتماسك ثانية ونظر اليها وقال لها : انتى كنتى تشعرين بتلك المشاعر نحوى انا انا الدميم وال وضعت يدها على فمه وقالت له لا تكمل ابدا هذا الهراء فانت لم تعرف نفسك ابدا ولكننى لانى احببتك عرفتك جيدا انت رجل ظلمه الزمان والناس ولكنك فى داخلك رجل صالح اعرف ذلك انت رجل صالح ولذلك حقق لى ربى امنيتى سالها : وماهى تلك الامنية اجابته : ان اموت بين يديك ولكن قبل ان اموت اريد ان اوصيك بوصية مهمة سالها وما هى قالت له : اريدك ان تدفننى فى هذا البيت وان تزرع حولى الازهار وترعاها جيدا طول عمرك تأوهت قليلا ثم .. اسلمت الروح لم يدرى باتريك ماذا يفعل ايصرخ ام يصرخ ام ماذا يفعل صرخ صرخات مدوية وهو يحتضنها .. اول واخر حب فى حياته قام باخبار اهل القرية بموتها وبوصيتها وشرع فى بناء قبرها داخل المنزل وقام بزراعة مجموعة رائعة من الازهار حول قبرها كان يصحو كل صباح ويذهب اليها يلقى عليها تحية الصباح ويسقى الزرع ويرمى الذابل منه كما انه وفى نفس لحظة دفنه لها كان قد قرر ان يكون مع الناس رجلا اخر ليرضيها وليكون على قدر ثقة محبوبته فيه قرر ان يكون رجلا متسامحا منفتحا على الناس ومهما اساءوا اليه فانه قد اتخذ القرار بانه لن يسىء لاحد ... قرر ان يفتتح مشتل لزراعة الازهار وبيعها اقبل علي ازهاره الناس لانه كان قد برع واخذ خبرة مهمة فى زراعة الازهار وبعد ان كان الناس ينظرون الى ظهره المعوج وصوته المفزع اخذوا يعرفونه بشكل وبمنظور اخر فرضه هو عليهم عرفوه بزارع الازهار الجميلة توقف تماما عن التلصص على النساء لانه شعر انه يوم موتها قد ولد من جديد ومات فى نفس الوقت ولم يعد ابدا فى حاجة للانتقام من اى احد عاش على ذكراها سنوات قليلة حتى لحق بها واوصى هو الاخر اهله بوصية وهى ان يدفن بجانب محبوبته فى القبر الذى اعده هو لنفسه بجانب قبرها وان يعتنوا بالازهار حول القبرين جيدا وفعلا نفذ اهله واهل البلدة وصيته ودفنوه بجانب محبوبته ومازال هذا القبر موجودا فى ذاكرة الزمان ولمن سيزوره سيجد انه مكتوب عليه هذا هو قبر الحبيبين الذين لم يلتقيا الا فى القبر | |
|