استقالة قلمي....
تعوّدت أن أصحو
وأول شيء تقع عليه عيناي
.. قلمي !
القابع بهدوء بين أناملي
فأنا لا أنام بدون رفقته ..
وورقة !
هذا الصباح لم أجده
جنّ جنوني .. أين هو ؟
فتـّشت
عنه
بعثرت كل ما حولي من أجله
رغم الأقلام الكثيرة المسجـّاة هنا
وهناك
وامتلأ محيطي
وسائد ملوّنة .. أوراق .. كتب .. صحف
لم أجده بينها
لأوّل مرّة أبكي صباحا
فقد صاغني القدر
مسائي الحزن والدّمع !
بحقّ السماء .. أين هو ؟؟؟
ووجدته أخيرا
يتوسـّد فضاء ورقتين تسكنان إحدى زوايا مكتبي
يحبهما !
فإحداهما نزف عليها أول قطرة من مداده
والثانية تحمل رسما بسيطا
لقلم يخترق صدر صاحبه !!!
حاولت لمسه ..
رفض حتـّى اقترابي منه !
عرفته انني قلبها.
ذكـّرته بدفء أناملي ورقـّة أوراقي
رفض مجدّداً
ما بك ؟!!!
وقف شامخا .. مستندا على قاعدته الدقيقة الرقيقة جدّا
إلى متى !!
استنزاف تام لمدادي .. وهجر لمشاعري !
وقفت
مشدوها!!
ماذا تعني ؟!!
مللت .. يصيبني الدوار بمجرّد لمسك لي !
بربـّك .. ماذا تقول !!
نعم قلبها .. سئمت منك ومنها
منها
!!
من ؟؟
تلك التي تهدر مدادي من أجلها
وتكتب الصفحات
الطـّوال .. لها
وتذيـّل آخر الصفحة بجملة
" خاطرة ليست للنشر " !!
إذاً ؟!!!!!!!!!!!
إذا لماذا تضغط على عنقي ؟
أنحني خجلا
أمام مشاعرك تجاهها
صدقك يغير لوني
وكلماتك تبهرج الأوراق
متى ؟؟!!
هنا ساد صمت من الحيرة !!
متى ماذا ؟!!!
متى تكتب قلبها من أجلي ؟
ولكني لا أكتب إلاّ بك !
قلت من
أجلي !!
لا أجيد الكتابة من أجلِ آخر .. وأنت تعرف ذلك
إذاً ..
أقدّم استقالتي
ولتحترق شوقا له .. كما أحترق شوقا لكِ !!
لا تلمني
فمداد الأقلام .. وافر
ولكن لا مداد لمشاعري .. سواه
ومنذ تلك
اللحظة هذا القلم لم يكتب حرفا واحدا
رغم أنه مملوء إلى آخر الأنفاس بالحبر
!!
سيـّدتي وحبيبتي؟؟؟؟
هلاّ جلبتي لي قلما آخر
أشدّ صلابة
ليتحمـّل صلابة حبـّي لك !!
ارجوا الا تتأخري به لأنني في عجلة من أمري
....