هنالك بعض الامسيات تشعرني بمدى برودها، لا أدري ما هو المقياس لذلك البرود..لكنني أعلم
انها أمسية باردة، ربما تتفق مع برودة الجو؟ او ربما تتفق مع برودة عواطفنا وفتورها..
من مساوئ تلك الامسيات شعوري بانني غير قادرة على التنفس ولا على التفكير..
غرفتي لا لون لها..
جدرانها تكاد تطبق علي..
ستائرها تكاد تخنقني كحبل المشنقه..
أسمع دقات الساعة وكانها تطرق في جوفي..
وكانني في مكان اللا مكان او زمان اللا زمان..شيء ما بين بين..
جزء من تلك الامسية، انتظار لمجهول ما لست ادركه..وكم اكره المجهول..
افكار حب متناقض…
ضجيج صمت قاتل…
ذكريات مشوهه تتراقص امامي..
كل شيء في تلك الامسية يقتلني..مكتبتي، الواني، اصابعي حتى فنجان قهوتي!
لا ادري من اين اسمع ذلك الصوت..
انه صوت عبدالحليم حافظ فاصغي..
( اشتقت اليك فعلمني ان لا اشتاق)…
لما هذا المقطع بالذات الذي استطعت سماعه؟ ربما لهدف او لمغزى؟ لا ادري..
لا يمكنني التفكير الان…
لكن…لحظة..
من يستطيع ان يمنعني بان اشتاق؟
اي قانون يمنعني من ان احترق واذوب لانك لست معي؟
اهو قانون الحب؟
قانون العشق؟
قانون الانتحار؟
فلتذهب كل قوانين الحب الى الجحيم، ولتحترق بنارها قبل ان احترق انا بها..
تعبت من التفكير..
سأجلس مكاني الان..على طاولتي..شاهدتي على وجعي المسائي..
تفضل ايها الاشتياق..
هاقد سلمت أوراقي..
وجردت نفسي من جميع الاقلام..
لن ادافع عن نفسي امامك..
يعود صوت عبدالحليم فيزداد قوة... وازداد عنادا...
(علمني كيف اقص جذور هواك من الاعماق)..
أيها الحب..
اقتلني الان او ارحل..
اقتلني الان او ارحل..