مساء / صباح الانوار اليوم جبت لكم مقاله رائعه معبرة عن حالنا اليوم احنا الشباب
ان اشاء الله تعجبكم
بقلم
تركي بن منصور التركي*
مساكين هم شباب هذا الوقت..! ويبدو أن المثل الشائع (كل ماطقيتها عوجا) وضع خصيصا لهم، فواقعهم المليء بالصعوبات والعراقيل تجعل من الإحباط صديقاً مقرباً لهم، والبحث عن حلول (المصباح السحري) ولعبة الحظ هي ديدنهم الغالب..! ويبدو أن هذا الواقع استفاد منه شباب آخرون كانوا أكثر ذكاء فأسسوا إمبراطوريات ثرواتهم من (أحلام) الشباب..! فمسابقات الأحلام و(الملايين) التي تداهم أجهزتهم الجوالة تركز أكثر شيء على فئة الشباب الحالمين الكادحين، فتعدهم بالثراء السريع بمجرد إرسال (حرف)، بل أنها (تبشرهم) وتبارك لهم الفوز.. حتى تضمن إرسالهم (لحرف) الثروة، وحينما يفعل الشاب ذلك يجد أنه مطالب بخطوات طويلة.. تنتهي في الأخير أنه غير جدير بالجائزة..!
حتى (الوظيفة) ذلك (الحلم) الكبير لكثير من شبابنا هذه الأيام وجد من يعزف على وتره ويحقق من ورائه ثروات طائلة، فشركات (التوظيف) الوهمية تطلب من كل شاب مبلغاً مالياً وتتعهد من الغد بإحضار خطاب توجيه (مباشرة) في إحدى الشركات (الوطنية) والشاب بطبيعة الحال لن يخسر شيئا أكثر من 100 أو 200 ريال بينما تستفيد الشركة ملايين الريالات، ومثلها سلكت بعض (قنوات الجوال) حينما تطالب الشباب بالاشتراك بقناتها لقاء تزويده بالوظائف أولا بأول، ومثلها فعلت (المساهمات الوهمية) التي ابتدعتها عقول تعاني بطالة عمل أو ضعف في الحال المادية والذين تحولوا (بأحلام المساكين) إلى مليارديرات..!!
لقد مثل واقع الشباب (العاطل) والذين أعيتهم السبل في الحصول على عمل مناسب فرصة ذهبية لمؤسسات وشركات النصب والاحتيال، في الوقت الذي اقتصرت مجالات (السعودة) التي تدعمها وتخطط لها وزارة العمل على أسواق الخضار والبقالات وحاملي الأكياس في أسواق السوبر ماركت، وتركت الوظائف (السوبر ستار) لوافدين كل خبرتهم (أنهم أكثر ذرابة في الحديث) و(يعملون كل شيء) حتى تقطيع السلطة في بيت مدير الشركة..! وهذا يحدث في بلد نسبة العمالة الوافدة فيه تصل إلى ثلث السكان، وفي بلد يعتبر من أكثر البلدان التي تشهد ثورة اقتصادية هائلة، تستوجب وجود فرص وظيفية كبيرة..!
نعم مساكين هم الشباب، فشح الوظائف يهدد مستقبلهم، الذي (يحلم) أيضا بزوجة، بالتأكيد أنها اقتنعت أخيرا أن الحصول على (زوج) يصرف عليها ويلبي رغباتها أسهل بكثير من الحصول على وظيفة، والتي تعد من ثامن المستحيلات للمرأة في الوقت الحالي، لكن المشكلة أن الشاب أيضا بدأ يحسب أمر الزواج بطريقة معاكسة، فجيل الشباب السابق كان يفضل الزوجة غير العاملة، بينما تعتبر أبرز مواصفات شريكة الحياة في هذا الجيل أن تكون الزوجة موظفة حكومية (وتحديدا مدرسة)، حتى لو تنازل عن (شعرها الأشقر وعينيها الزرقاوين وقوامها الممشوق وقدها المياس) فهذه لن تؤكل عيشا أو (رزا) وبدأ الكثير منهم يقنع نفسه أن الأهم (الأخلاق) و(الحمولة الطيبة) و(أن الجمال ستزول أهميته بعد الليلة الأولى)، وهذا الوضع يعني باختصار: أن لازواج..!! فلا الشاب حصل على وظيفة (مناسبة) يعيل بها زوجته خاصة بعد أن تخطى سعر جرام الذهب 100 ريال وبناتنا يعشقن الذهب أكثر من عشقهن للحياة الرومانسية، كذلك بعد أن قفزت أسعار (التنانير والبلايز) النسائية إلى خانة الآلاف في ظل أن المرأة لاتلبس (الأجمل) بل (الأغلى)!! كما أن (تحضر) الفتيات يجعل من (الطبخ والنفخ) في آخر اهتماماتهن وبالتالي لابد أن يقسم الثلاثون يوما على عدد مطاعم المدينة، والأكيد أن (بابا غنوج وأم علي) فضلا عن (المشويات والمقليات) تأثرت بالارتفاع الصاروخي الأخير للأسعار..! وفي الشق الثاني لن يكون لتنازل الشاب في مواصفاته أي قيمة، لأن الفتاة أيضا (مسكينة) وحصولها على وظيفة ولو في (الخرخير أو الخرباء أو العنقاء) بات أشبه بالمستحيل في ظل قلة مجالات عمل المرأة من جهة واقترانها بالوظائف الحكومية من جهة أخرى.
نعم كثير من الأشياء تبدو ضدهم، ونحن الكبار لانجد ما نقوله لهم أو نعزيهم به إلا (أنكم في تحد كبير مع أنفسكم والآخرين..!) ونشحن فيهم (الإصرار) و(عدم اليأس) الذي مايلبث أن يصطدم بعقبات غير قابلة للحل كتطبيق عملي واقعي لبعض المعادلات الرياضية التي درسوها في زمن مضى..!! والأكيد أن (مشاكل) الشباب التي تبدأ بالوظيفة ولا تنتهي بالزوجة، لاتحتاج لكثير تنظير وندوات ومؤتمرات تخرج غالبا بتوصيات لاتنفذ..! بقدر حاجتها (لقرار) ملزم ينصف الشباب ويمنحهم حقوقهم في المشاركة ببناء وطنهم وأنفسهم..!!