قبل قرابة عقدين من السنين تخرجت وحصلت على وظيفة معلمة، خطبت والخطبة حلم كل فتاة، العريس من القرية، وافق الأب وتزوجت، لم يكن الأب يعلم بالخوافي، خلال 14 عاماً من الزواج كان «عريس الهنا» يستولي على كامل الراتب البالغ ثمانية آلاف ريال ويقدم لها منه مئة ريال لا غير، وهي راضية أو «مرضرضة»، بعد هذا العمر وتلك المعاناة وتفاصيل أخرى لا حاجة إلى ذكرها، قرر الزوج الحصول على قرض باسمها، بضمان راتبها حصل على قرض يبلغ 350 ألف ريال، عندما حاز على المال وأودعه في حسابه، خيّر والدها بين تركها لا مطلقة ولا متزوجة، - أي معلّقة وهو أسلوب منتشر - أو الحصول على صك بتنازلها عن جميع حقوقها عليه في مقابل الطلاق، اشترت حريتها وحصل هو على صك بالتنازل، وما زالت تعمل بكد لتسديد قرض زوجها السابق فيما يتنعّم به حالياً ويبحث عن زوجة... أو صيد جديد.
عندما قرأت الرسالة التي وصلتني من أخيها لم أصدق، إلى أن استمعت منه إلى تفاصيل أعمق.
الموظفات، خصوصاً المعلمات، مستهدفات لأجل الراتب ويكنّ أكثر إغراءً إذا ما كان التعيين رسمياً على الوظيفة.
وقبل الزواج يقدم كل طرف أفضل قناع يرتديه، يتلاشى القناع رويداً رويداً أمام مصاعب الحياة، والمال هو الإعصار.
هنا لا أشكو حالات تبرز في مجتمعنا، بقدر ما أحاول فتح عيون القضاء في بلادنا لحماية حقوق الضعفاء ممن لا تتوافر لهم حيلة إلا الخضوع، المطالبة بمحاولة عدم تكريس الأمر الواقع، هذه البيئة المتسامحة لطرف من الأطراف ميدان خصب... للنصب، التهديد بتعليق الزوجات من المسكوت عنه، والزوجة التي ترغب في الطلاق يجب عليها أن تحضر أدلة يقتنع بها القاضي وباب الخروج المعروف هو أن عليها واجب تعويضه، حتى ولو كانت على الحديدة، القصص كثيرة في هذا الجانب، وللصحافي الوقوف أمام باب المحاكم ليسمع بأذنيه ومثل تلك المسكينة لن تستطيع الفكاك من هذا الفخ الذي أوقعت نفسها فيه، لأن الورق سليم بالتواقيع والأختام والضبط، يسأل المرسل «من النصير له»، فهو يتمنى من أحد الوجهاء التدخل لفك الخناق عن الزوجة التي أصبحت مطلقة وتدفع ثمن قرض لزوج سابق بمثل تلك الصفات.
مشكلة النساء أنهن يغلبن الكريم ويغلبهن اللئيم، لو كان هناك حالة وسط، تكون المرأة كريمة مع الكريم ولئيمة مع اللئيم لكان أفضل، المشاركة من الطرفين على تحمل أعباء الحياة وتكاليفها لا تعني الاستغلال ولا الابتزاز من طرف لآخر.
كنا نقول إن بعض النساء يعتبرن الزوج ماكينة صراف والبطاقة مصباح علاء الدين، وظهر بعض من الرجال اعتبروا الزوجة مصرف تسليف من نوع جديد تستخدم فيه الزوجة مثل كيس هواء السلامة في المركبات... والميزة انه يعمل «بالضوابط الشرعية»!