مشكلات المراهقين في المجتمع السعودي
يمثل المراهقين تحت سن 15 سنة نصف المجتمع السعودي ويدور الجدل بين الأوساط الفكرية حول معاناتهم من مشكلات اجتماعية ونفسية
وترجع اختصاصية التحليل النفسي بالمستشفى السعودي الألماني الدكتورة صباح حسن الزهار أهم مشكلات المراهقين إلى أسباب أسرية وتشمل ضغوط الأسرة والمجتمع وما يقابلها من ثورة وعقوق وسوء في التوافق الاجتماعي ورفض الجماعة للمراهق مما يؤجج نار الصراع، إضافة إلى سوء التوافق الشخصي والاجتماعي والانطواء ونقص الميول وفساد التوجيه وقلة الرعاية في الأسرة ورفقاء السوء ونقص الخبرات الجديدة اللازمة لتطبيق القدرات والمهارات الجديدة في العولمة، وعدم وجود فلسفة واضحة في الحياة وعدم الرضا عن الروتين اليومي والحياة اليومية الرتيبة.
رؤية شرعية
ويتعجب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عسير الشيخ عامر بن عبدالمحسن العامر كثيرا ممن يرددون دائماً مقولة " الشباب السعودي يعاني من الكبت"، ويضيف: " لا أعلم ماذا يقصد هؤلاء من إطلاق مثل هذه العبارات الفضفاضة. والبعض للأسف يحاول أن يربط بين الكبت والممارسات الخاطئة والظواهر السيئة التي بدأت تغزو مجتمع الشباب، والتي يقف وراءها بلا شك عشرات الأسباب، ولا يمكن لعاقل أن يحصرها في سبب واحد هو الكبت، على رغم أننا لا نقر بوجود ما يسمى بالكبت في المجتمع السعودي، والمفترض فيمن يردد هذه العبارة أن يوضح معنى الكبت الذي يقصده. وهل الحرية التي يريدها تتوافق مع القيم والأخلاق الإسلامية التي يعيشها المجتمع؟
أم تتعارض معها؟ ثم ماذا حققت الحرية المزعومة للمجتمعات الغربية؟ فهي لا تزال تعاني من ازدياد نسب القتل والانتحار والجرائم الأخلاقية والسرقات وغيرها.
وفي مجتمعنا هناك أسباب متعددة لظهور بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة، والتي نرى بعض آثارها على المراهقين، والمسؤولية في ذلك تقع على المجتمع برمته.
مسؤولية المجتمع
ويؤكد المستشار القانوني بالغرفة التجارية بأبها على أهمية إيجاد فرص وظيفية للأبناء، وهو ما يقوم به، لشغل وقتهم وبناء المستقبل وإبعادهم عن توجهات الانحراف السلوكي والعقدي، ويعتقد مدير دار الملاحظة الاجتماعية بالدمام عبدالرحمن فهد المقبل أن المراهقين في ظل الظروف الراهنة يعيشون أزمات نفسية واجتماعية تقترن بالمواقف التي تتصف بالرفض أو المجاملة للوالدين وكبار السن، ممن لهم ارتباط بهم، وكذلك بالنسبة للمعلمين والاختصاصيين والدعاة والآباء، ويضيف المقبل: كل هؤلاء يعيشون في حيرة تجاه أزمة المراهق".
ولمتابعة هذه الحالة لابد من أن نبدأ من الأسرة التي لابد أن يكون لديها القدرة لمعرفة طبيعة هذه المرحلة من جميع نواحيها وما يعتريها من خفة وعجلة وسلوك عدواني، وأكثر ما نواجهه عند التعامل مع كثير من أولياء أمور المراهق في الدار تساؤل الأب عندما يقول كان ابني مستسلما مطيعا لي وفجأة اختلف وأصبح يخرج عن طاعتي، ومن هنا ندرك أن الأب لا يدرك العلاقة ما بين عقل المراهق ومراحل نموه.